خاص صدى الولاية / فتحي الذاري
تشغل تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حيزًا واسعًا من النقاش في الوسط السياسي والإعلامي، إذ يعبّر فيها عن مخاوف تتعلق بالأمن القومي المصري، والتي تأتي في سياق متغيرات إقليمية ودولية معقدة. في هذا المقال، سنحلل أسباب هذه المخاوف، وتأثيرها المحتمل على الاستقرار في المنطقة، والتداعيات التي قد تنجم عن تفاعلاتها مع قضايا متعلقة بالصراع الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي
وخطر إعادة إحياء جماعات الإخوان المسلمين
حيث يتخوف السيسي من محاولات جماعة الإخوان المسلمين التي تم تصنيفها على أنها إرهابية في مصرلإعادة تنظيم صفوفها أو استغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلاد لضرب استقرار النظام الراهن تعتبر هذه المخاوف تحديًا أساسيًا لكل من النظام السياسي والأمن القومي ويبدو أن هناك قلقٌ لدى السيسي من أن يتحول كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى سلوك أكثر عدوانية، خاصة بعد الأحداث المتفجرة في سوريا وتداعياتها. الاعتماد على القوة العسكرية للإحتلال الإسرائيلي قد يؤثر على الأوضاع الأمنية في مصر ويزيد من التوترات بعد الأحداث في سوريا وظهور قوى جديدة في المنطقة يعزز من حالة عدم الاستقرار، لذا فإن السيسي يحذر من أن سقوط مصر في الفوضى قد يؤدي إلى تمدد تلك القوى، مما يمس بالأمن الإقليمي ويؤدي
إلى تفكك التماسك الاجتماعي ويحذر السيسي أن هناك جهودًا تستهدف تفكيك النسيج الاجتماعي بين المصريين، ما يؤدي إلى انقسام بين المسلمين والمسيحيين، وهو ما قد يساهم في خلق أجواء من الفوضى وعدم الثقة بين مختلف فئات المجتمع.
التصريحات الداعمة لعمليات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة قد تثير ردود فعل متباينة بين الفلسطينيين، مما يؤثر سلبًا على العلاقات بين مصر والفصائل الفلسطينية. هذا التعاون، في نظر البعض، قد يُفهم كخيانة تُضعف موقف مصر كوسيط في القضية الفلسطينية
و أي زعزعة للأمن الداخلي قد تؤدي إلى فقدان الاستثمارات، خاصة الأجنبية، ما يعمق من أزمة الاقتصاد ويزيد من الضغوط الاجتماعية.
ويبدو أن خطوات السيسي تهدف إلى تعزيز استقرار النظام في مواجهة الضغوط الخارجية والداخلية. ولكن، قد يكون من الضروري قيام الحكومة باتخاذ خطوات إصلاحية تعزز من الشفافية وتحسن من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب، مما قد يساهم في تخفيف التوترات وتحمل تصريحات الرئيس السيسي دلالات كثيرة تؤكد القلق من التحولات السياسية والأمنية المتلاحقة في المنطقة بينما يتمسّك بسياسته في الحفاظ على الاستقرار، تبقى الحاجة قائمة للحوار البناء مع مختلف الأطياف السياسية والمجتمعية في مصر، وكذا مع الفلسطينيين لتحقيق سلام دائم، مما يمكن أن يساعد في تحقيق الأمان والاستقرار على المستويات المحلية والإقليمية.